تفضلوا أيضًا بزيارة وقراءة مدونتي الإنجليزية

Tuesday, April 24, 2012

خربشاتٌ قدْ لَا ترىْ النورَ أبدًا!

هيَ محاولاتٌ لِلكتابةِ تبدأُ بِفكرةٍ أكتبُهَا فيْ سطرٍ واحدٍ أو أكثرَ بِقليلٍ. بعضهَا -حسبَ ما يشتهيهِ مزاجيْ لحظتهَا- عربيٌّ وبعضهَا انجليزي، تكونُ نواةً لِموضوعٍ مَا، أترُكُهَا لِوقتٍ لاحقٍ لِأكملهَا. مشكلتيْ معَ تلكَ الأسطرِ المتفرقةِ: أنِّي قدْ لَا أرجعُ إليهَا أبدًا! والنتيجةُ هيَ "كشكولٌ" منَ الأفكارِ والعباراتِ القصيرةِ جدًّا غيرِ المكتملةِ. ليستْ كافيةً لأنْ تكونَ مقالاتٍ تُنشَرُ أو حتَّىْ أنْ أعتبرَهَا مُدَوَّناتٍ شخصيةٍ. لكنهَا لًا تَزالُ أفكارًا، ولو وَجَدْتُ منَ الوقتِ مَا يكفيْ واستجمعْتُ منَ العزمِ ما يلزمُ واستثمرْتُ منَ الجُهدِ مَا يُمكِنُ لإكمالهَا لأصبحتْ مقالاتٍ مطولةٍ.

بينَ حينٍ وآخرٍ، أُطِلُّ على ذلكَ الكشكولِ وأحاولُ متابعةَ وإكمالَ بعضِ تلكَ الأفكارِ، لكنْ يصعبُ عليَّ أنْ أسترسلَ فيْ موضوعٍ قَطَعْتُ حبلَ أفكارهِ منذُ زمنٍ حتىْ اهترأتْ أطرافهُ وبلِيَتْ لدرجةٍ يستحيلُ أنْ أربطهَا بحبليَ الجديدِ، خاصةً وأنَّ تلكَ الأفكارَ تكونُ وليدةَ لحظةٍ معينةٍ وظرفٍ معينٍ، فعندَ انتهاءِ تلكَ اللحظةِ وذاكَ الظرفِ، أجدُ صعوبةً فيْ أنْ أرجعَ لحبلِ الفكرةِ القديمِ ذاكَ.

يدفعنيْ ذلكَ لِلبحثِ والبدءِ بحبلٍ جديدٍ وفكرةٍ جديدةٍ. لكنْ مَا إنْ أبدأَ بجديديَ حتىْ أوقفهُ! أضعهُ جانبًا لِلبَتِّ في أمرهِ لاحقًا، وهكذَا دواليكَ...

هيَ فيْ أساسهَا وجوهرهَا "خربشاتٌ"، بهَا القليلُ ممَّا يجولُ فيْ خاطريْ، وقليلٌ ممَّا يشغلُ مُخَيِّلتِيْ، وقليلٌ مما يحيِّرُ عقليْ. أرغبُ فيْ كتابتهَا وتسطيرهَا وتشكيلهَا، كنوعٍ منَ الترويحِ عنِ الذاتِ، وكطريقةٍ للتعمقِ فيْ التفكيرِ فيمَا وراءهَا. مواضيعُ تشدُّني، كانتْ شخصيةً أو اجتماعيةً أو بلديةً أو سياسيةً أو اقتصاديةً أو علميةً أو تكنولوجيةً أو طبيةً أو نفسيةً... إلخ، مواضيعٌ واقعيَّةٌ وأخرىْ خياليَّةٌ؛ أودُّ أنْ أُبدِيَ رأيًا فيهَا أو أناقشهَا أو أُؤلِّفَهَا. لكنِّيْ لمْ أملِكْ أبدًا العزمَ الكافيَ لأمضيَ قُدُمًا وأشاركهَا غيريَ.

أحيانًا أتركُ الموضوعَ لِوقتٍ أكونُ فيهِ أقلَّ انشغالًا، وأحيانًا أخرىْ أتردَّدُ فيْ البتِّ بموضوعٍ لِحساسيتهِ، وأحيانًا أخرىْ يكونُ الموضوعُ عاديًا لكنِّيْ أبالغُ فيْ تخوفيْ منْ ردودِ فعلِ الآخرينَ تجاهَ رأيِّيْ أو أسلوبُ كتابتيْ، وهذَا التردُّدُ والتخوُّفُ قدْ يمتدُ ويستمرُ حتىْ يصبحَ الموضوعُ قديمًا لَا داعيَ للخوضِ فيهِ، أيْ أنَّ الفرصةَ قدْ فاتتنيْ لإبداءِ أيِّ رأيٍ فيهِ.

 كثيرٌ منْ تلكَ الأفكارِ أصوغُهَا كأسئلةٍ عديدةٍ لَا جوابَ لهَا. لَا أعلمُ مَا السببُ، لكنِّيْ بعدَ تسطيرِ الكثيرِ منَ الأسئلةِ أتوقفُ عنِ الكتابةِ قبلَ الخوضِ فيْ الإجاباتِ.  ولربمَا يكونُ هذَا أيضًا أحدَ أسبابِ عدمِ إكماليْ ونشريْ لتلكَ الكتاباتِ.

خلاصةُ القولِ: هيَ خربشاتٌ قدْ لَا ترىْ النورَ أبدًا! خاصةً وإنِ استمرَّيْتُ علىْ هذَا الحالِ...

وَلِأنَّنِيْ لَا أُريدُ أَنْ أَبقىْ علىْ حالتِيْ هذهِ، قرَّرتُ أَنْ أَبدأَ بِمحاولةِ إكمالِ أفكاريَ السابقةِ وإنْ فاتَ أوانُهَا، وأَنْ أكونَ أكثرَ جدِّيةً بِتدوينِ مَا يستجدُّ لديَّ منْ أفكارٍ وخربشاتٍ، عَلِّيْ أتغلَّبُ علىْ مخاوفِيْ وأتمكَّنَ منْ مشاركَةِ العالمَ أفكاريْ. ومَا هذهِ الكلماتُ إلَّا بدايةَ المشوارِ، ولِلحديثِ بقيَّةٌ بِإذنِ اللهِ...

No comments:

Post a Comment